"عمي لحسن ودراجته الصفراء: رمز الطيبة والذكر الجميل"
كان في واحد الحي قديم فمدينة كبيرة، راجل كبير سميتو عمي لحسن. كان معروف بزاف عند الصغير والكبير، ماشي غير لأنه كان عايش فداك الحي منذ سنوات، ولكن حتى لأنه كان عندو واحد العادة خاصة بيه، اللي خلاتو يدخل القلوب ديال الناس ويولي محبوب عند الكل.
عمي لحسن كان دايما كيدور فالحومة بدراجة صفراء، اللي كانت ماشي غير وسيلة نقل ولكن حتى رمز ديالو. هاد الدراجة كانت قديمة ولكنها كانت جزء من شخصية ديالو. كل عشية، بعد صلاة العصر، كان عمي لحسن كيطلع فوق الدراجة ديالو ويبدأ يدور فالحومة. كل ما يمر من جنب شي طفل صغير، كان كيوقف ويعطيه حلوى. ولكن ماشي أي حلوى، كان عندو واحد الشروط اللي كيطلبها من كل طفل: "صلّي على الحبيب، صلى الله عليه وآله وسلم".
الأطفال فالحومة كانوا كيعرفوه مزيان وكيستناو جولة ديالو كل نهار. بمجرد ما يسمعوا صوت الدراجة الصفراء كيتجمعوا قدام الديور، ويبدأوا يرددوا الصلاة على الحبيب، صلى الله عليه وآله وسلم باش يفرحهم عمي لحسن بحلوى. كان ديما كيقول ليهم "الحلوى هي فرحة صغيرة، ولكن الصلاة على الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم هي فرحة كبيرة فالدنيا وفي الآخرة".
الوالدين حتى هما كانوا كيبغيوه بزاف، حيث كان كيعاون فتعليم الأطفال حب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والإسلام بطريقة بسيطة ومرحة. كانوا كيقولوا أن الحومة بلا عمي لحسن راه ما تسواش. الناس فالحومة كانوا كيعرفوه على أنه رجل طيب، كيساعد الناس وما كيبخلش على شي حد بالنصيحة ولا بالدعاء.
واحد النهار، عمي لحسن ما خرجش بدراجته الصفراء. الأطفال حدا الديور تسناوه بزاف ولكن ما بانش. الناس فالحومة بداو كيستغربو، حيث عمر عمي لحسن غاب على الجولة ديالو. مشا شي شاب من الحومة يدق على باب الدار ديالو يسول عليه، ولكن ما جاوب حد. عائلتو هي اللي لقاتو فالأخير فغرفتوا ممدد على الفراش، ما بقاش فيه روح.
الخبر انتشر بسرعة فالحومة، والناس بداو يجيو من كل جهة باش يعزيو العائلة. الكل كان حزين على فراق عمي لحسن، اللي كان كيحمل الخير والطيبة فكل خطوة كيخطاها بدراجته الصفراء. في هاد اللحظة الناس عرفو قيمة هاد الرجل الكبير اللي كان كيعتبر كل واحد فالحومة بحال ولدو.
الجنازة ديالو كانت استثنائية. الحومة كاملة خرجت باش تودع عمي لحسن. الكبار والصغار، الرجال والعيالات، الكل حضر. حتى الأطفال اللي كان كيعطيهم الحلوى تجمعوا فبلاصة وحدة. كل واحد فيهم كان جايب معاه حلوى باش يفرقها على الناس اللي حضرات فالجنازة، نفس الطريقة اللي كان كيديرها عمي لحسن.
الناس اللي جاو من بعيد ما فهموش في البداية علاش كاينة الحلوى فالجنازة. ولكن مع الوقت عرفو أنه هادي كانت الطريقة ديال عمي لحسن، باش يدير الفرحة فالقلوب بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقاو كيدكروا الأيام اللي كان فيها عمي لحسن كيدور فالحومة، وكل واحد كان كيتفكر شي موقف زوين دارو معاه.
من بعد الجنازة، الناس قررو يديرو شي حاجة باش يبقاو ديما متفكرين عمي لحسن. واحد الرجل من الحومة، اللي كان عندو محل صغير، قرر يصبغ الباب ديال المحل باللون الأصفر، نفس اللون ديال الدراجة ديال عمي لحسن. حتى واحد السيد قرر يكتب واحد الجملة على الحيط ديال الزنقة اللي كان كيدوز منها عمي لحسن دايما: "صلوا على الحبيب، صلى الله عليه وآله وسلم، وتفكروا عمي لحسن".
مع مرور الوقت، الحومة ما نساتش عمي لحسن. الناس بقاو كيدكروا الجولات ديالو، وبزاف منهم بداو كيعطيو الحلوى للأطفال ويطلبوا منهم يصلو على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، باش يستمر الخير اللي كان كيدير عمي لحسن. حتى الصغار اللي كانوا كيتسناوه كل يوم بداو كيقولوا لأولادهم على الرجل الطيب اللي كان كيعلمهم حب الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم بالحلوى.
الدراجة الصفراء ديال عمي لحسن بقات عند العائلة ديالو، ما بغاش حد يلمسها بعد ما مات. ولكنها بقات رمز للطيبة والمحبة اللي كان كينشرها بين الناس. كلما مر شي حد قدام دار عمي لحسن وشاف الدراجة واقفة، كيقول "الله يرحم عمي لحسن، كان رجل من رجال الخير".
وهاكا، بقا عمي لحسن فقلوب الناس، وبقا الذكر ديالو حي بين الكبار والصغار. وفاتو ما كانش نهاية، بل بداية ديال قصة جديدة، قصة ديال حب الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم والطيبة اللي بقاو كيتنقلو من جيل لجيل، نفس الطريقة اللي كان كيديرها عمي لحسن فكل جولة بدراجته الصفراء.